مــنــتدى جــزيـــره العـــشـــاق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــنــتدى جــزيـــره العـــشـــاق


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عزتي سمو ذاتي
مشرف
مشرف
عزتي سمو ذاتي


ذكر عدد الرسائل : 50
الموقع : حـيـاة الـرـوحـ
المزاج : رآآآآآيـق
تاريخ التسجيل : 25/08/2008

الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Empty
مُساهمةموضوع: الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب   الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Icon_minitimeالإثنين أغسطس 25, 2008 3:41 am

الرجــــــل الغـــريب

كان الليل يتمدد خارج الغرفة، يتسربل في هذا الرداء الثقيل في الظلام إلا من ومضات تشع في كبد السماء من خلال نجمات متفرقات هنا وهناك.

صوت الريح في الخارج يعلن عن شدة عنف صريره من خلال شقوق النافذة، وضع المجلة المهترئة على الأرض.. شبك ما بين اصابعه.. ارتاح وهو يستمع إلى طرقعاتها، شعر بالانتشاء.. أخذ يحرك أصبع قدمه الأكبر.. لاحظ أن على طرف ظفره بقعة سوداء، شحذ فكره لمعرفة أسبابها، لم تسعفه ذاكرته.

سرق نظرة سريعة على الشارع من خلال خصاص النافذة، لمح في آخر الشارع رجلاً طويلاً ملفوف الرأس يمرق سريعاً من الرصيف المقابل إلى الآخر من الشارع، يداه في داخل جيبيه كأنه يبحث عن شيء ما في داخلها أو يبحث عن الدفء في هذا الجو البارد.

اختفى الرجل، لم يعد يراه، وهرش رأسه متسائلاً: من هو؟ أين ذهب؟

عاد إلى مكانه من جديد، قلب في صفحات المجلة المهترئة، وقع بصره على صورة لامعة تتوسط موضوعاً كبيراً، الأخلاق.

أطلق زفرة شديدة، طوح بالمجلة إلى الشارع، لفحه الهواء البارد، لمح الرجل يعود مرة أخرى إلى الرصيف المقابل، ابتلعته العمارة المقابلة، تساءل من يكون؟ إنه يعرف كل سكان العمارة، شغله السؤال لبعض الوقت.. لكنه سرعان ما غاب في داخله.. ليكن من يكون.

صافرة (العسة) المتكوم في ركن الشارع تشعره بالاطمئنان، وقف من جديد.. ألصق وجهه بخصاص النافذة.. الشارع يغرق في صمته الثقيل إلا من صفير الرياح المختلط بصافرة (العسة) في هذا الليل الشاتي.. عمود النور المواجه لنافذته بدأ يتمايل من شدة الرياح.. عبث في مؤشر الراديو، أتاه الصوت حالماً.. شجياً.

يطولوك يا ليل.. ويقصروك يا ليل.. من اللي فيهم.. وانت يا ليل بس اللي حاسس بيهم.

فيهم كسير القلب.. والمتألم.

واللي كتم شكواه.. ولم يتكلم.

أخذ يفرك يديه في بعضهما البعض.. وهو يخرج صفيراً منغماً مع الصوت الحالم.. وهو يشعر بالانتشاء.

عيناه متسمرتان على مدخل العمارة المقابلة، السؤال عاوده من جديد: من يكون ذلك الرجل الذي يدخل العمارة في هذا الوقت من الليل؟ أخذت جيوش من التساؤلات تهاجم رأسه بيده.. طرد كل التساؤلات.. حاول أن يريح تفكيره قال في نفسه:

لابد من أن تمطر هذه الليلة.. الرياح الشمالية غالباً ما تكون محملة بالأمطار.. عاد إلى الخلف قبض بيده على فتحة الثوب الواسع.. كان إحساسه بالبرد يتزايد كلما تذكر ذلك الرجل الذي دخل العمارة المقابلة.

البرد يشتد رغم الدفء الذي يشع في كل المكان.. استرخى على الأرض، مد قدميه أمامه كخطين متوازيين.. شغلته النقطة السوداء في أصبع قدمه الأكبر، أخذ يعبث بها.. متسائلاً من أين أتت؟ فاجأته وهي تقف خلفه بصوت متثائب، قالت له:

- لماذا لم تنم بعد؟

دون أن يلتفت اليها وبهدوء قال: النوم على خصام معي الليلة على ما يبدو.

بلا اهتمام قالت متثائبة: لا زلت تفكر فيها؟

لم يرد، أخذ يقلب في الأوراق المتناثرة أمامه ليتفادى الدخول في مشادة يعرف نهايتها مسبقاً.

أعطته ظهرها في لا مبالاة.. صفعت باب الغرفة خلفها، وهو يبتسم نصف ابتسامة ألقى نظرة سريعة على ضلفة الباب المرتج قبل أن يبتلع ريقه، فتحت الباب مرة أخرى وهي تقول:

- هل هي في مثل جمالي؟

ابتسم في داخله.. لم يرد عليها.

بصوت حاد قالت:

- لو سمحت خفض صوت الراديو.

أعجبته لعبة الصمت.. خرجت وهي أكثر حنقاً.. خمس سنوات ولم تتغير، لقد تعود هذا منها.. شعر أن الصداع بدأ يعاوده بشدة.. تناول قرصين من الأسبرين دفعة واحدة لعله يرتاح قليلاً.. الصوت الحالم يشع في المكان.

وأنت يا ليل بس اللي حاسس بيهم.

فيهم كسير القلب والمتألم.. واللي كتم شكواه ولم يتكلم.

ألقى نظرة فاحصة على الشارع.. لازال شبح الرجل يطارده.. أخذ يلملم الأوراق المتناثرة.. أطفأ النور.

عندما فتح الغرفة وجدها قد نامت، أحس بفرح خفيف يملأ نفسه.. قال الحمد لله.. لتمر هذه الليلة على خير، قبل أن يسبح في أحلامه تلك، انتفضت من جانبه قائلة:

- لا استطيع صبراً على كل هذا الذي أنت فيه.

- بهدوء قال: ما هو؟

- تفكيرك الدائم فيها.

- وكيف عرفت كل هذا؟

- وضعت يدها في خصرها وهي تقول: وهل أنا لا أعرفك؟ كل سنواتي معك هذه الممتدة ألا تجعلني اعرف أين تفكر وفيمن تفكر؟

وبنفاد صبر قال: لكن كل وقتي معك.

وبصوت سافر ردت: إني أقول تفكيرك معها.. وليس أنت!!

أدرك أنه وقع في قيضة خاسرة.. قرر أن يغادر الغرفة سريعاً.. دخل غرفة المكتب.. تمدد على الأرض، سحب الغطاء الثقيل على كل جسمه.. بعد أن أطفأ النور.. طقطق اصابع قدميه كأنه يبعث فيهما الدفء.. مرة أخرى امتدت يده إلى مفتاح (الأبجورة) بجانبه.. غرس نظراته في سقف الغرفة الغارقة في رائحة (الجراك) والصحف المتراكمة في احدى زواياها.. صوت تساقط المطر على جهاز التكييف في الخارج يشعره بفرح خفي.

أدار مؤشر الراديو، لا زال الصوت الحالم ينبعث كالنصل.

يطولوك يا ليل.. ويقصروك يا ليل.. من اللي فيهم.. وانت يا ليل بس اللي حاسس بيهم.

فيهم كسير القلب.. والمتألم.

واللي كتم شكواه.. ولم يتكلم.

آه.. لأكتم شكواي في هذا القلب الموجوع.. ضرب بقبضته على صدره بحرقة.. أشعل نور غرفة المكتب.. كانت السماء تهطل مطراً غزيراً. صوت الرعد يشق الفضاء الخاوي.. يروقه صوت المطر، يشعره بالانتشاء والتجدد.. حبات (البرد) على وجه الإزفلت أحالته إلى بساط أبيض، يلمحه على وهج البرق المشع الذي ينبلج بين لحظة وأخرى.. واجهات المنازل المغسولة بالمطر تحولت إلى لوحة فنية رائعة.

لازال الصوت الحالم يتردد.. واللي كتم شكواه ولم يتكلم.

هناك مسافة لا مرئية بين الشكوى والتشكي، وفي وسطها تنبت أشياء كثيرة، آه.. في هذا الزمن لا بد أن يعرف الإنسان كيف يتعامل مع الآخرين.. يجب أن يكون أكثر حذراً.. هذا ما يردده على سمعه كل يوم ذلك العجوز الذي يقدم له الشاي.. ضحك في داخله من هذه الأفكار السخيفة.

قفز من مكانه كالملسوع.. ألقى نظرة سريعة على ساعة يده.. كانت العاشرة صباحاً.. وقف أمام المرآة يعدل من وضع العقال.. ألقى نظرة عبر باب غرفتها.. أدرك أنها لم تصح بعد.. حمد الله في داخله.. وهو يقفز درجات السلم أخذ يقضم حبة التفاح الحريص عليها.. خرج كالعاصفة.. بقايا المياه (تتكور) في الشارع الطويل مشكِّلة بِرَكاً.. الهواء البارد يلسع صفحة وجهه.. عيناه مسمرتان على العمارة المقابلة، انتصب في خياله شبح الرجل الطويل.. استعمره السؤال من جديد. من يكون ذلك الرجل الغريب؟



قصه قرأتها وأعجبتني جدا اتمنى ان تنال اعجابكم
رغم انها طويله شويه الا انها جدا جميله ورائعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سـعـدووون
مراقب
مراقب



ذكر عدد الرسائل : 43
الموقع : قلب مــاايــاا؟؟
المزاج : {{سـكر زيـاادهـ}}
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب   الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Icon_minitimeالإثنين أغسطس 25, 2008 5:00 pm

ق9 يــعــطــيــكـ الــعــاااافــيــه اخــووي الـقـصـه مـرررره حـلـووه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خفايا جروح

خفايا جروح


ذكر عدد الرسائل : 11
العمر : 39
المزاج : معتدل صيفا
تاريخ التسجيل : 23/08/2008

الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب   الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 26, 2008 12:00 pm

يعطيك العااااافيه ياذوق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم?يٍ?ر الذوق?ٍ والرق?ٍ?
المدير العام
المدير العام
أم?يٍ?ر الذوق?ٍ والرق?ٍ?


عدد الرسائل : 115
تاريخ التسجيل : 17/08/2008

الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب   الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 15, 2008 8:37 am

يعطيك العافيه علي الموضوع الرائع


تشااااااااااااااااااااااااااااااو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7zeen.ahlamontada.net
 
الـــرجـــل الـــغريـــــــــــب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــنــتدى جــزيـــره العـــشـــاق :: ミ♡彡 جـزيـره القصــص والروايات ミ♡彡-
انتقل الى: